جبل بعض الناس على النصب والاحتيال مستغلين ذكاءهم وغباء وطمع ضحاياهم.
و(هيك) أغبياء وطماعون، يستاهلون (هيك) نصابين.
وإليكم ما تفتقت به عبقرية نصاب عندما استولى على أموال ضحاياه، بأن باع لهم (مكعبات السكر نبات) على أنها (ألماس)، ذلك الرجل تمكن من النصب على لواء شرطة، وعضو رقابة سابق، ونائب مدير بنك بالإسكندرية، وجاء في أقوال الضحايا:
إن شخصا كان يقف في منطقة المصارف بشارع (طلعت حرب) في القاهرة، ويطلب من الضحية التدخل لحل مشكلته مع تاجر يريد أن يستغله ويشتري منه ألماسا بعشرة آلاف جنيه فقط، وفي كل مرة كان المتهم ينجح في خداع الضحية ويدفعها لعرض مبلغ أكبر للحصول على الصفقة.
ويبدو أن ذلك النصاب إلى جانب ذكائه كان قنوعا، فعندما جمع من النقود ما يكفيه، دفعته (حاسته السادسة) إلى التواري عن الأنظار في الوقت المناسب قبل أن تصل الشرطة للمكان للقبض عليه، وهذاك هو (وجه الضيف) – أي أنهم إلى الآن لم يستطيعوا الوصول إليه –
وأعجبني منطق المسؤول عندما خاطب الضحايا المشتكين وهم وقوف أمامه قائلا: نصيحتي لكم أن (تبلوا السكر وتشربوا مويته).
***
علمتني الحياة أن لا أكون شهما أكثر من اللازم، فالشهامة والتضحية تكون أحيانا وبالا على من يفعلها، وأبسط مثال هو ما حصل لرجل مجري كاد أن يلقى حتفه لولا عناية الله، فقد قام بشهامة ونبل بالنزول في حفرة عمقها 20 مترا لإنقاذ كلب استنجد أهله به، وعندما نزل ربط الكلب بحبل، وتم إخراجه بالسلامة.
لكن أصحاب الكلب الأشاوس الفرحين بكلبهم ركبوا سيارتهم وانطلقوا تاركين الرجل في الحفرة يصرخ ويولول، وظل على هذا الحال ثلاثة أيام بلياليها، لولا أن مر بالصدفة بعض الأشخاص وسمعوا استغاثاته، وبلغوا عنه، وهب لنجدته عشرة رجال من الإطفائيين وأخرجوه وهو في الرمق الأخير، وظل في المستشفى أسبوعا كاملا وهو بين الحياة والموت، وعندما خرج كتب شكوى ضد (المجهولين) الذين أخرج لهم كلبهم وتركوه.
وهذه هي نهاية (الشهامة).
***
عندما كنت في السنة السادسة الإبتدائية في دراستي، يبدو أن أخي الصغير اعتدى عليه بالضرب تلميذ كبير بالصفوف الإعدادية، فأخذ أخي يبكي قائلا له: والله لأشكوك لأخوي الكبير، فقال له: هيا وريني أخوك، وبينما كنت واقفا بأمان الله بالحوش، وإذا بأخي يأتيني وهو يجعر ودموعه على خديه وخلفه ذلك (الشحط الجثة) الذي سأله متهكما: هذا هو أخوك اللي أنت متفلحن وتهددني به؟!، فهز له أخي رأسه.
فما كان من ذلك المتسلط إلا أن يحني أصبعيه - السبابة والوسطى -، ويجعلهما أشبه ما يكونان (بالزرادية)، ثم يطبق بهما فجأة وبكل ما أعطاه الله من قوة على أنفي، وأخذت أصيح وأفرفط وأقفز من شدة الألم، للتخلص من تلك الكماشة دون جدوى، ولم يترك أنفي إلا بعد أن تكسرت غضاريفه.
وظل خشمي بعدها متورما لعدة أسابيع، والآن يحق لي أن أقول: (يا ما جاب الغراب لأمه).
و(هيك) أغبياء وطماعون، يستاهلون (هيك) نصابين.
وإليكم ما تفتقت به عبقرية نصاب عندما استولى على أموال ضحاياه، بأن باع لهم (مكعبات السكر نبات) على أنها (ألماس)، ذلك الرجل تمكن من النصب على لواء شرطة، وعضو رقابة سابق، ونائب مدير بنك بالإسكندرية، وجاء في أقوال الضحايا:
إن شخصا كان يقف في منطقة المصارف بشارع (طلعت حرب) في القاهرة، ويطلب من الضحية التدخل لحل مشكلته مع تاجر يريد أن يستغله ويشتري منه ألماسا بعشرة آلاف جنيه فقط، وفي كل مرة كان المتهم ينجح في خداع الضحية ويدفعها لعرض مبلغ أكبر للحصول على الصفقة.
ويبدو أن ذلك النصاب إلى جانب ذكائه كان قنوعا، فعندما جمع من النقود ما يكفيه، دفعته (حاسته السادسة) إلى التواري عن الأنظار في الوقت المناسب قبل أن تصل الشرطة للمكان للقبض عليه، وهذاك هو (وجه الضيف) – أي أنهم إلى الآن لم يستطيعوا الوصول إليه –
وأعجبني منطق المسؤول عندما خاطب الضحايا المشتكين وهم وقوف أمامه قائلا: نصيحتي لكم أن (تبلوا السكر وتشربوا مويته).
***
علمتني الحياة أن لا أكون شهما أكثر من اللازم، فالشهامة والتضحية تكون أحيانا وبالا على من يفعلها، وأبسط مثال هو ما حصل لرجل مجري كاد أن يلقى حتفه لولا عناية الله، فقد قام بشهامة ونبل بالنزول في حفرة عمقها 20 مترا لإنقاذ كلب استنجد أهله به، وعندما نزل ربط الكلب بحبل، وتم إخراجه بالسلامة.
لكن أصحاب الكلب الأشاوس الفرحين بكلبهم ركبوا سيارتهم وانطلقوا تاركين الرجل في الحفرة يصرخ ويولول، وظل على هذا الحال ثلاثة أيام بلياليها، لولا أن مر بالصدفة بعض الأشخاص وسمعوا استغاثاته، وبلغوا عنه، وهب لنجدته عشرة رجال من الإطفائيين وأخرجوه وهو في الرمق الأخير، وظل في المستشفى أسبوعا كاملا وهو بين الحياة والموت، وعندما خرج كتب شكوى ضد (المجهولين) الذين أخرج لهم كلبهم وتركوه.
وهذه هي نهاية (الشهامة).
***
عندما كنت في السنة السادسة الإبتدائية في دراستي، يبدو أن أخي الصغير اعتدى عليه بالضرب تلميذ كبير بالصفوف الإعدادية، فأخذ أخي يبكي قائلا له: والله لأشكوك لأخوي الكبير، فقال له: هيا وريني أخوك، وبينما كنت واقفا بأمان الله بالحوش، وإذا بأخي يأتيني وهو يجعر ودموعه على خديه وخلفه ذلك (الشحط الجثة) الذي سأله متهكما: هذا هو أخوك اللي أنت متفلحن وتهددني به؟!، فهز له أخي رأسه.
فما كان من ذلك المتسلط إلا أن يحني أصبعيه - السبابة والوسطى -، ويجعلهما أشبه ما يكونان (بالزرادية)، ثم يطبق بهما فجأة وبكل ما أعطاه الله من قوة على أنفي، وأخذت أصيح وأفرفط وأقفز من شدة الألم، للتخلص من تلك الكماشة دون جدوى، ولم يترك أنفي إلا بعد أن تكسرت غضاريفه.
وظل خشمي بعدها متورما لعدة أسابيع، والآن يحق لي أن أقول: (يا ما جاب الغراب لأمه).